الفرق بين العلم والفلسفة

العلم والفلسفة

طوّرت الفلسفة القديمة سائر العلوم التي تمّ التوصّل إليها تحت غطائها الفلسفي، حيث تمكّنت من تقديم العديد من العلوم والمعارف التي ساهمت في إثراء الحضارة البشريّة جمعاء في شتّى الميادين، وما لبثت أن بدأت تلك العلوم بالاستقلال التدريجي عنها، الأمر الذي ميّز الفلسفة عن العلم.

العلم

يعرف العلم على أنه كل نوع من المعارف والعلوم والتطبيقات، إضافةً إلى هذا يعرف العلم على أنه مجموع أصولٍ كليّة ومسائل تدور حول ظاهرة أو موضوعٍ ما، وتتم معالجتها بمنهجٍ محدد إلى أن ينتهي بالقوانين والنظريّات.

كما يعرّف العلم على أنه مبدأ المعرفة ونقيضه الجهل، والإدراك الجازم للشيء على ما هو عليه، حيث تشمل هذه التعريفات العديد من المجالات العلميّة والمعرفيّة ذات المناهج المختلفة كعلوم الفلك والنحو وغيرها.

الفلسفة

من العسير تحديد تعريف دقيق للفلسفة، ويتم وصفها على أنها التفكير في التفكير، والذي يفسر على أنه التفكير في طبيعة الفكرة وتأملها وتدبيرها، ومحاولة الوصول لإجابه عن أسئلة كونيّة ووجوديّة.

أما الفلاسفة فهم مجموعة من الباحثين عن الحقيقة عن طريق التأمل، وتعني لهم الحكمة البحث عن الحقيقة، ومن هنا تكمن أساس محبتها لأنها نوعٌ من المعرفة يقوم على التأمل.

الفرق بين العلم والفلسفة

من ناحية موضوعيّة: تعتبر المواضيع العلميّة مواضيع حسيّة تجاه الأشياء، أما المواضيع الفلسفيّة فهي مواضيع قائمة على تأمل عددٍ من المفاهيم.

من ناحية منهجيّة: تنهج العلوم نهج التجربة، أما الفلسفة فالمنهج الذي تسير عليه هو التأمل (النظرة العقليّة).

من حيث الأهداف: يسعى العلم دوماً إلى اكتشاف كافة القوانين الطبيعيّة، ثم تسخيرها لأغراضٍ معرفيّة ونفعيّة، أما فيما يتعلّق بالفلسفة فهي عبارة عن بحثٍ لا يلتزم بالقوانين، حيث يسعى هذا البحث إلى الوصول إلى المعرفة عن طريق ممارسة وتطبيق الشك المنهجي.

الشبه بين العلم والفلسفة

تربط بين العلوم والفلسفة علاقة حميميّة منذ الأزل، حيث إنهما يلتقيان في الأسس المعرفيّة، ولا يمكن استخلاص النتائج فيهما تحت تأثير الغرائز والأهواء، إنما تأتي النتائج وفقاً لقواعد منطيقيّة ضمن أساس المعقول.

يتشارك العلم والفلسفة في عددٍ من الخصال الذهنيّة والأخلاقيّة، وتعتبر هذه الخصال هي الروح العلميّة.

علاقة العلم بالفلسفة

يلاحظ في عمليّة الوصل بين العلم والفلسفة ما قد يضع العلم على واجهة النقد، بحيث يتمكّن من تحديد علاقته وذاته بالحقيقة، ليعود للالتقاء مجدداً بالفلسفة حباً منه بالمعرفة والعقل، وكنوع من الإنتصار له.

أما الأمر الذي يعيد الاعتبار للفلسفة هو وجودها جنباً إلى جنب مع العلم في أيامنا هذه في موضوعٍ حديث هو (الأبستومولوجيا).

وفي هذا الصدد قال باشلار بأنّ ” العلم أنجب الفلسفة “.

وفي النهاية فإن العلم والفلسفة يختلفان بشكلٍ ظاهري، ومن هنا تكمن المفارقة في إشكاليّة العلاقة بينهما، إلا أنهما حقيقةً على الرغم من عدم تقابلهما وانفصالهما، تجمع بينهما علاقة تكامليّة. منقول

أدارة وأشراف حامد العقيقي

مايو 13, 2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *